الأفلاج في ولاية إبراء
تعتبر الأفلاج من أشهر الظواهر الطبيعية التي تتميز بـها عمان،ويقصد بالفلج في اللغة العربية النهر وقيل النهر الصغير،وقيل هو الماء الجاري،والجمع أفلاج وفلجت الشيء فلجين أي شققته نصفين،وبينهم أي قسمته.
ويقصد بالفلج في عمان الماء الجاري عبر قناة مشقوقة،وينبع هذا الماء من المياه المختزنة في باطن الأرض نتيجة لتراكم مياه الامطار بين ثنايا المرتفعات الجبلية،ومنذ القدم فكر الإنسان العماني في استخراج هذه المياه الجوفية،فحددوا أماكن المياه المختزنة وشقوا منافذ"ثقاب" في تلك الخزانات بحيث ينساب الماء منها بين الصخور وقد اشتهرت ولاية إبراء بالعشرات من الأفلاج،ولم يبقى منها إلا القليل،والذي يدقق النظر في إفلاج إبراء بشكل خاص يرى المهارة الهندسية الدقيقة والتي تقوم على عدد من الأسس العلمية حيث انـهم قبل كل شي لابد أن يعرفوا منسوب الماء في باطن الأرض،ثم يخططون للإخدود الذي يشقونه والذي يسمى "بالساقية" ثم تتفرع هذه الساقية إلى سواقي صغيرة لري المزروعات،كما توضع قواعد وأحكام ثابتة لتوزيع ماء الأفلاج توزيعاً عادلاً بين المستفيدين منه،فمنهم من تملك مزرعته ثار أو ثاريين أو أربعة آثار أو أكثر،والثار هو نصف ساعة والربع ثلاث ساعات أي ستة آثار.
ومنهم من يسقي "طلع الشمس" ثم يسقي الآخر قضيان الربع،وبعد ذلك يأتي نصف النهار ثم نهار الربع ثم بدوة الليل ثم قضيان الربع من الليل ثم نصف الليل ثم آخر الليل وهكذا مدة 24ساعة يومياً.
وكانوا قديماً يعتمدون على الشمس في معرفة الوقت وبآلة تسمى الخشبة ومازالت هذه الأداة موجودة لفلج العفريت بقرية اليحمدي.
ومن أشهر الأفلاج بإبراء فلج العفريت بقرية اليحمدي،وفلج أبو مخرين بسفالة إبراء ،وفلج المسموم بالعلاية،وفلج الصغير بالسفالة،وفلج النصيب وفلج الثابتي وفلج الحزم،وفلج مجينين بسيح العافية وفلج زويد بقرية المعترض،وفلج النطالة بسفالة إبراء،وفلج الغيل وفلج السراه بالسفالة،وفلج مصرون بمصرون،وفلج قفيفة بالقفيفة وفلج العين وغيرها من الأفلاج التي لم يبقى منها إلا القليل وعدد الأفلاج التي كانت في ولاية إبراء 64 فلج والآن لم يبقى منها سوى 35 فلج أي أن الأفلاج التي إندثرت حوالي 29 فلج وذالك لقلة الأمطار .